ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج ...
بقلم : ندى صبر
ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج
من المسؤول عنها هل الشباب أم المجتمع؟ أم تغيرات المفاهيم في زمن العولمة والانفتاح التي كثرت فيه الفتن بطريقة مخيفه؟ قضية لا بد من الوقوف عليها فهي أكبر من أن تعنى بها جهة واحدة هي قضية مجتمع كامل. ١- فالظروف الاقتصادية سبب في استفحال المشكلة من غلا المهور وتأمين ما يلزم من تكاليف الزواج وتناسوا ما حثّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، بقوله: (أقَلُّهُنَّ مَهراً أكثرهنَّ بَرَكَةً) ٢- الخلافات الأسرية وارتفاع حالات الطلاق والخُلع غيَّر الصورة الذهنية التي تعطي نظرة سلبية مشوشة عن الزواج إما من وسائل الإعلام أو من قصص واقعية أو من الاصدقاء وتجاربهم ٣- المطالبة بالمشاركة الزوجية دون وعي منهم بما لهم وما عليهم من واجبات وحقوق حتى وصلت للأنانية ورمي المسؤولية على الطرف الآخر. ٤- تغيرت وسائل تربية الآباء والأمّهات فترعرعوا على الرفاهية والكماليات متمسِّكين بالقشور والمظاهر وانعدمت رغبتهم في تحمل المسؤولية والارتباط والمتطلبات والواجبات ويعتبرون الزواج قيدًا يخـسرون به حريتهم ولأجلها يخـسرون الغالي والثمين، وكلمة ربة منزل عند الفتيات قيد توحي لهم حسب نظرتهم على المغلوبة على امرها الضعيفة المسلوبة الارادة. ٥- أصبحت الفتاة موظفة وتعتمد على نفسها، ولا تحتاج لمساندة أو مساعدة، والسؤال هل من الممكن أن يكون التعليم والوظيفة بديلًا عن الزواج وتكوين الأسرة؟ ومهما كانت الإجابة فهذا أمرٌ خطير مـنتشر ولابد أن لا يترك دون معالجة؟ ٦- شروط معينة ومواصفات عالية في شريك الحياة خاصة إن كان الشاب أو الفتاة يتمتّع بمميزات خاصة. ٧- الاختلاط والعلاقات المحرمة بديل لإشباع حاجتهم وخطورة وقوعهم في الفاحشة والمعاصي أو تعرّضهم لأمراضٍ نفسية.

حلول لظاهرة عزوف الشباب عن الزواج
ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج مشكلة لن تحل بمقالة ولا بسطور، ولكن بالعمل المشترك بين الأسرة والمجتمع والدولة فنحن نحتاج فعليًا لإعادة صياغة مفاهيمنا ومبادئنا ونظرتنا للقضايا وتجريدها ومعالجتها بجدية وذلك من خلال: 1- دورات توعوية تقوّي لديهم العلاقة الزوجية وكيفية التعامل مع بعضهم وأن تكون شرط الحصول عليها ولا يتم عقد النكاح الا بها. 2- دور الأهل والأسرة في كونهم القدوة وذلك لا يكون إلا بإصلاح أنفسهم وعدم اظهار مشاكلهم الأسرية عند الأبناء 3- توضيح أهمية الزواج وأنه الوسيلة التي شرعها الله لإعمار الكون، وتعظيم عاطفة الأمومة والابوة وهذه سنةٌ كونية لامتداد الحياة وللاستقرار النفسي والاجتماعي. 4- معرفة مفهوم الاستقلالية الذاتية وتحمل المسؤولية منذ الصغر، من خلال التأقلم مع الأحداث الواقعية، ومواجهة المشكلات، وإيجاد حلول لها. 5- دور المؤسسات الاجتماعية والهيئات غير الحكومية في ايجاد حلول عملية واقعية. 6- حث الشركات ورجال الأعمال في إتاحة فرص عمل معقولة للشباب للتقليل من البطالة كما يمكن إقامة مشـروعات صغيرة تساعدهم على تحسين دخولهم وتوفير متطلبات الزواج. 7- المطالبة بالتوعية عبر وسائل الإعلام خاصة والصحف والمجلات أو الكتّاب. 8- منح "علاوة" للمتزوج كمساندة من الدولة للحد من العزوف عن الزواج والعنوسة. 9- إقامة مدن سكنية للشباب بإيجارات رمزية تنتهي بالتملك 10- اقامة مشـروع صندوق الزواج وهو يستهدف تقديم القروض المالية اللازمة لهم على أقساط وبدون فوائد.
