صرخة صورة ...
بقلم : ندى صبر
الغرض من التصوير الفوتوغرافي، لتوثيق المناسبات العائلية، او الاجتماعية أو التاريخية، وغيرها من الأحداث المختلفة، للحفاظ على لحظاتنا السعيدة.حيث كان التصوير سابقا في نطاق محدود ،خوفاً من انتشار الصور، وخلال السنوات الاخيرة، توجه الناس إلى التصوير،ولكن تلاشى هذا الخوف، بعد تطور التقنيات، وتعدد وسائل التواصل، وتوفير الهواتف المحمولة مع جميع شرائح المجتمع، وخاصة من قبل بعض النساء. ومن المؤسف وصل بهن الأمر لدرجة الهوس والتساهل في الاستخدام، حيث يتم تصوير انفسهن وتصوير الحاضرات ، في حفلات الزفاف والمناسبات، دون الحرص على( عدم تصوير النساء المدعوات،) وهن بكامل زينتهن دون علمهن ، ونشر الصور في حسابات التواصل الاجتماعي، وهذا انتهاك صريح، واقتحام لخصوصية الآخرين، و تجاوز الحد المنطقي و الأخلاقي. وفيه تجاوز ومخالفة للقيم والتعاليم الدينية، التي تدعو إلى الستر والحياء ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة، ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته، حتى يفضحه بها في بيته) رواه ابن ماجه وصححه الألباني. فالهوس الشخصي للتصوير ،أمر يعود للفرد نفسه، ولكن بدون تجاوز خصوصية وحرية الآخرين لدرجة الأذى. وللاسف انتشرت هذه الظاهرة، واصبحت شائعة، والبعض يقلد ويصور ، دون مراعاة للحضور واصبح التصوير من المهمات والاولويات لديهم ،غير انه يفقد الإستمتاع باللحظات الحقيقية، والتواصل الإنساني، ويمحورها حول الإنشغال بإلتقاط الصور، وكما قيل: كثرة المساس تفقد الإحساس. قال ابن القيم: وهو الحيي فليس يفضح عبده عند التجاهر منه بالعصيان لكنه يلقي عليه ستره فهو الستير وصاحب الغفران ايضا فيه اضرار وجوانب سلبية ،لأن تصوير سيدات بريئات، سواء عن طريق العمد، أو عن طريق الخطأ، جريمة من الجرائم المعلوماتية، في المادة الثالثة، ويحتاج التصوير فعلا، أن يوضع في إطار واضح ومنضبط، ويستثمر بطريقة إيجابية، بعيداً عن الإساءة للآخرين. لذالك لابد من التعاون والوقوف معا، لمنع هذه الظاهرة ،والحد منها وعدم انتشارها، ١- سحب الهواتف في المناسبات، ليس من المعقول أن يكون هذا الحل ،إذ إن بعض النساء ،قد يكن بحاجة للهواتف، في جميع امور حياتهم العملية، والمهنية والاسرية، ٢- يمكن لأصحاب الحفل، إبلاغ المدعوين، بعدم التصوير واحترام رغبتهم، إذا طلب منك شخص عدم تصويره، يجب احترام رغبته دون إلحاح. ٣- التعاون مع شركات أمن نسائية، توفر لهم غطاء خاصاً، لتغطية الكاميرا الأمامية والخلفية. ٤- معاقبة كل من تلتقط صور ،وتنشرها بطريقة، مخلة للآداب ومنتهكة للخصوصية، وتسبب مشاكل بين الناس، ٥- دور الأهل في توعية أبنائهم ، وزرع فيهم مخافة الله، وتعليمهم كيفية استخدام الجوال ،والاضرار الناتجة عن انتشار الصور ،فالأم الحريصة على بناتها ،وعلى نفسها، يجب ألا تستهتر في موضوع تصوير الآخرين، ٦- دور وسائل الاعلام، بكل انواعها، في توعية الناس، لما لهم الاثر الاكبر ، في اقناع الناس ونشر الاخبار، وتغيير المفاهيم . ختاماً. أتمنى أن تكون كلماتي ،تساعد في حل المشكلة، و التعامل معها بحذر ومسؤولية، خاصة في المناسبات التي تحضرها النساء.
