صرخة حجاب ...
بقلم : ندى صبر
الحجاب دين وحياء سترٌ وحمايةٌ أدبٌ واحترامٌ عبادة وانقياد لنسأل انفسنا ونفكر بعمق، ونبحث لنصل لقناعات، ما هي الغاية من الحجاب ؟ الحجاب ليس قرار شخصي ،ولا قناعة، إنما هو فرض الهي وأمر تشريعي، يحتاج منا الاذعان والتسليم، ليس فيه خلاف ولا فصال، إذا لبسته المراة تؤجر عليه، و إذا تركته تحاسب عليه، فهو ستر وحشمة ،وهيبة واحترام ، هوية دينية، وعلامة على إيمان المرأة وطهارة قلبها، لأن صلاح الباطن ملازم لصلاح الظاهر، فإن صلح القلب صلحت الجوارح، لقد شرع الحجاب ليصرف الأنظار عن المرأة ، فاذا جلب الأنظار خالف المقصود ،فرحم الله كل فتاة فهمت هذا وطبقته. ولكن للأسف نجد قناعات تسربت، الى نسائنا عن الحجاب، ومظاهر في صيحات الموضه، وحجاب موضة fashion، اشكال لافته وغير معتادة ،حجاب بالإسم وفي الحقيقة يظهر جسد المراة ومفاتنها ،و يجردها من الإنسانية الروحية ،وتحويل الجسد إلى وعاء وأداة لا يحتوي أي قيمة أخلاقية أو روحية. وأصبح شكل الحجاب، الذي من المفترض أن يكون ساترا ،أصبح من أكثر ما يلفت الانظار، والمباهاة به وبأشكاله، أصناف متعددة ومنتشرة، تطابق حديث رسولنا الكريم ،نساء كاسيات عاريات، يلبسن لباسا لا يسترهن، إما لقصره، وإما لرقته، وإما لضيقه كاسية بالاسم، عارية في الحقيقة. هل وضع الطرحه على نصف الرأس تسمى “حجاب” أو وضع الحجاب على الاكتاف بدون تغطية الشعر ، أو بروز خصلات الشعر المنسدلة من الحجاب، أو جزء من صدرها ،أو جسمها ،فمن تتعمد ذلك فقد تعدّت وانتهكت الحدود الإلهية، (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ).. اي فتاة تفعل ذلك هل سالت نفسها يوما ،هل هذه التصرفات ترضي الله عنها؟ وهل هي راضيه تماما عن نفسها؟ وماهي نظرة الناس والرجال بصفه خاصه عنها ؟ لتحاسب كل امراة نفسها ،وتقف وقفة صدق وتعقل وتفكر ،وهنا تكمن الاجابات!! قال الله تعالى في سورة الأحزاب { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) إذا كانت المراة ترى نفسها انها *من النساء المؤمنات فهنيئا لها هذا النداء وهذا الشرف. فلا ينبغي التهاون في الحجاب ،والمعصية تأتي تدرجا، فيسول الشيطان لهن ترك المستحبات، حتى يسهل عليه إغوائهم في الواجبات، والدليل ( لأغوينهم اجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ) وينجرفن خلف قناعة الشيطان استكبارا ،حتى يزغن عن الاستقامة والهداية، اخيتي ان الانفتاح لا يقاس بالإنفلات، والسفور والتبرج، انما يقاس بالوعي و التربية السليمة، والعلم والأدب والسلوك الحسن ،والرقي الإجتماعي و الاخلاقي، تمسكي بالدين واحترمي الاعراف، ومارسي الحريه بظوابط وقيود محكمه، لاتخالف الحقوق الربانية، أما إذا خالفت تلك المقاصد ، تتحول بكل بساطة إلى “انفلات”!. وعصيان، فهنا وجب علينا التجرد منها، ورفضها. وقال دوستويفسكي في هذا العالم الحالي يتصوّرون الحُريّة في الخلاعة في حين أن الحرية الحقيقية تكمن بالسيطرة على الذات و الإرادة .