الحب أفعال...
بقلم : ندى صبر
التعبير عن الفرح فطرة إنسانية، بل وقيمة جميلة، خاصة إذا ما ارتبط بعرس للوطن. ولكن دون الإساءة لأحد، أو المبالغة في إظهار الحب بطريقة لا حضارية، وتجاوز حدود الحرية، فدائمًا نقول أن حرية الفرد، تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين. السلوكيات والتصـرفات السلبية، والشائبة والشاذة والمنفرة، التي شوهدت للأسف في الاحتفال باليوم الوطني، ازدحام مروري وتعطيل السير، ومضايقة المارة، وانتشار حالات المعاكسات، والتحرّش والمشاجرات، تجمعات كالقطيع حيث تحول الشارع الى سيرك ومهرجين، شاهدنا تشوهات بصـرية متعددة، فهي كنوع من لفت النظر، غير الاستهتار برمي النفايات في الطرقات، واتلاف الممتلكات، وبرغم ان الدولة لم تقصّـر في حقهم، وأقيمت الاحتفالات في أماكن مخصصة، وفيها الكثير من القيم الإيجابية، إلا أن المظاهر السلبية، رمت بظلالها على اغلب العوائل، حيث اصبحت تخاف على أسرتها وتمنع الخروج في نفس اليوم، بالرغم من جهود رجال الأمن مشكورين، ولكن تصـرفات هؤلاء زعزعت راحتهم واطمئنانهم، فمثل تلك التصـرفات والافعال، بطبيعة الحال لا تمثل حب الوطن، وإنما تمثل مجموعة من البعض تغلب عليهم السلوكيات غير الأخلاقية، فحب الوطن أن تطمح الى الارتقاء، بعلمك واخلاقك، وثقافتك لتصل لأعلى المراتب. نحن للأسف نفتقر الى ثقافة الاحتفالات، فثمة تقصير من بعض الأهل، الذين لم يستطيعوا نقل هذه الثقافة إلى أولادهم، وأيضا مسؤولية المدرسة، من ناحية غرس القيم الأخلاقية، في كيفية حب الوطن. الوطن نحن، والوطن بقيمة مواطنيه، فكل من يمارس الفساد، ويتمرد على القوانين والأنظمة، والتعليمات والتخريب، والإخلال بالذوق العام، فليس أهلاً أن يدّعي حب الوطن.