التسكع ...
بقلم : ندى صبر
توقع المثالية والكمال هي ما يصدم الانسان، بعد رؤيته لأحوال البعض في الشارع، خاصة بعد توسع المراكز التجارية والمقاهي، وكثرة رواد هذه الأماكن حيث أصبحت حاليا مركزا لتسكع الشباب والشابات واستعراض آخر الموضات وعرض للأجساد قبل الأزياء. التطور والانفتاح أمر مهم، لكنّ الانفتاح لا يشترط التسكع بلا هدف ولا غاية، في اماكن التجمعات لساعات متأخرة من الليل، فهو ملاذ للفارين من رتابة الحياة اليومية، واشباع الفراغ للهاربين من الفجوة الحياتية، والمتمردين على التقاليد والضوابط الاجتماعية إن صلاح النساء، بصلاح الأسرة والمجتمع، وبصلاحها نرتقي، فماذا حل بنساء الأمه!! تسكع في الطرقات، وسهر طوال الليل في الكافيهات، بلا حسيب او رقيب، كاسيات عاريات من الحشمة والفضيلة والأخلاق، يعرضن مفاتنهن وخلعن حجابهن، فيطمع الذئاب في الأغنام المسيَّبة دون راعٍ، فيقع ما يقع دون مُبالاةٍ أو خجلٍ. فقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء)). غير التدخين علناً، فقد أصبح من المخزي جدًا أن تجد بعض النساء يمارسن عادة التدخين وينافسن الرجال في نفث دخان سيجارتهن، مناظر تُدمع العين، وتُحزن القلب، على نساءنا وهن سلع مكشوفه امام الجميع. فقد كثرت هذه السلوكيات لدى الصغار قبل الكبار. تمرد غريب، وجراءة أفظع، وتصـرفات وسلوكيات خارجة عن المعقول، وعلى مرأى من الناس، ولا ناكر لمنكر ولا رقيب، تحت ذريعة الحرية الشخصية! اي ضياع وتشتت وصل بهن!! أين الخوف من الله!! أين محاسبة النفس!! أين دور الاهل لا يسألون ولا يستنكرون!! لست ضد الانفتاح لكنني ضد الانفلات، والتخلي عن الحياء، فهو أمر إيماني وديني وأخلاقي، ولست مع اختلاطهنّ بالرجال أو قمعهن، بل لابد ان تكون لديهن قناعة ذاتية، مع ضبط حدودهن وفقًا لأوامر الشرع . لابد مِن أن يكون في كل اسرة حوار فكري هادف لفهمهم المعنى الحقيقي للحرية، وايضا تعليمهم طرق تنظيم وقت الفراغ، ودفعهم نحو تحمل المسؤولية، والتشجيع للبحث عن فرص للعمل، وتفريغ طاقتهم المهارية. أيضا نحتاج وبقوة لفريق عمل، مختص لإدارة تلك التجمعات، وتسهيل الحركة، لتوفير بيئة آمنة للزوار داخل المجمعات الترفيهية، مع وجود ضوابط، تلجم تصـرفات الشباب غير الإرادية. في النهاية هل التسكع نتيجة الفراغ والبطالة؟ أم بسبب الدلال وعدم وجود توجيه وارشاد ووعي واحتواء من الأهل؟ ومن المسؤول عن انتشار هذه الظاهرة؟ وهل هناك ما يدعم وجودها بين شبابنا؟ وكيف السبيل إلى الخلاص منها واستغلال طاقة شبابنا في ما ينفعهم؟