أنا حُر ...
بقلم : ندى صبر
أنا حُر كلمة يفهمها الكثير بطرق مختلفة وكل شخص له طريقته الخاطئة في فهم معناه، فهو يعتقد أنه حُرٌ في كل شيءٍ حتى وإن أضرَّ بالآخرين ولو تخطى القيم والأخلاق. الحرية بمعناها الحقيقي عِشْ كما تريد وكما يحلو لك طالما أن طريقة حياتك يحفها إطار من الشـرع مع الحفاظ على كرامتك وعِفَّتك وحيائك. فهذا مفهوم للحرية عام للذكر والانثى فالله خلقنا من نفسٍ واحدة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء 1 من هنا المساواة بين الرجل والمرأة في كل شيء اجتماعيًا وقانونيًا وتعليميًا وأخلاقيًا وجعل لكل واحد منهم شخصيته المستقلة بل أنه سبحانه وتعالى كرَّم المرأة بأن جعلها الأم العطوفة والحنونة والحاضِنة لأطفالها لأن الله خلقها من المكان الذي ستتعامل معه. ستكون أمًا وأختًا و بنتًا و زوجةً. لكن المفهوم الخاطئ للتحرر هو التخلي عن القيم والأخلاق، التخلي عن العِفَّة والطهارة كسـر كل القيود التي تحفظ الكرامة لقد خلق الله المرأة حُرّة لها شخصيتها التي تُميِّزها، ولها حق الاستقلال في مالها واختياراتها. حرة في اختيار حياتها لا أحد يفرض عليها شيء إلا بشرع الله وحكمه أنا لن أُعدِّد حقوق المرأة التي كفلها الإسلام لها، أنا أتكلَّم الآن عن تلك الحرية الخاطئة أن تبيع عِفَّتها وحياءها وتغرَّيها الدعاوى الكاذبة إن جرت وراءها وصدَّقتها ازالت الأغلال عن يديها وانجرفت خلف تتبع المغريات خلف المنادين بالانحلال والتغيير لما هو أسوء. تُصاحِب من تُصاحِب، وتُرافِق من تُرافِق، ليس عليها ولاية من زوجٍ أو أب أو شرع، ضيّعت حقوقها واهملت في واجباتها وتنكرت من أمومتها ومسؤوليتها ضيعت أنوثتها وكل ما يميزها، وغايتها اللحاق بالمجتمع والسباق في مضمار الحرية والجري خلف حقوقها المزعومة، حتى لو اضطرت لنزع حجابها وحياءها والتخلي عن دورها. دعاوى خاطئة صوَّرت لها الهلاك على أنه إنجاز فماذا سيخرج من تلك المرأة الفارغة إلا جيل لا يحمِل قيمة، فاقد للتربية الصالحة ولا يُحِلّ حلال ولا يُحرِّم حرام، ولا ينهض بمجتمعه وأمته عزيزتي حواء لا تنسي أنك أساس المجتمع وفيكِ صلاح الأمة أو فسادها وبضياعك تنتهك كل المعاني الإنسانية السامية عزيزتي حواء انتبهي لا تجعلي المظاهر البرَّاقة تؤثر فيكِ، لا تنجرفي في تيارها جاهدي في الثبات على قيمك وأخلاقك في كل مجال عمل لا تجعلي التدهور الأخلاقي يصل لكِ أو لابنتكِ أو لأختكِ أو أمكِ. كوني حائط صدٍ لها وكوني قدوة يقتدى بها. وكوني مقتنعة بأن التدهور خطأ والعيب والكارثة في الاصرار والاستمرار فيه وإنكاره فهو يخالف أخلاقنا وتربيتنا لهذا يُعدّ (الاعتراف بالخطأ فضيلة)، وقمة الشجاعة أن يعترف الإنسان بخطئه ويحاول يصلحه أتمنى ألا يخلط أحد بين الحرية والأخلاق. الحرية حق للجميع والأخلاق نتائج أسريّة أساسها التربية الصحيحة.