أزمة منتصف العمر ...

بقلم : ندى صبر

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة لا يُكَلِّمُهم الله، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: أُشَيْمِط زَانٍ، وعائل مُسْتَكْبِر، ورجل جعل الله بضاعته: لا يشتري إلا بيمينه، ولا يبيع إلا بيمينه» [صحيح] - [رواه الطبراني] شدني توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لثَلاثةِ أنواعٍ من النَّاسِ عليهم غضب الله ولا يكلمهم استِهانةً بهم، ومنهم أشيمط زان وتذكرت هنا (الشوقر دادي) وهي ظاهرة انـتشرت بشكل قوي في أيامنا، و لابد من الوقوف عليها، لأن أي ظاهرة لا نعطيها اهتمام، ونغمض أعيننا عنها مثل الذي يغمض عيناه عن النور الشوقر دادي نوعان: علاقة غير شرعية، والنوع الثاني علاقة شرعية، وهي بشرع الله وهنا سأتكلم عن العلاقة غير الشرعية شوقر دادي معناها: الرجل الكبير في السن، والعـصري، عنده ثقل مالي ثري، ينفق على عشيقته أو صديقته، والتي تكون في مرحلة الشباب وفرق السن بينهما كبير، فهي في مقتبل عمرها، بينما هو في مرحلة الكهولة، أو على أطرافه،‏ وتستغل الفتاة حالة ذلك الرجل الكبير المادية من خلال مواعدته مواعيد غرامية، ليتحمل نفقاتها ونمط حياتها الفاخرة، من التسوق والسفر والكثير من الأموال، مقابل علاقة غير شرعية، يضع قوانينها الطرفان. فأصبح كل شيء مباح، في تلك العلاقة، وتتسم هذه العلاقة، بعدم وجود أي مشاعر فيها، بل مبنية على المصالح والمال والاستغلال، واشباع رغباتهم ونزواتهم. قال احمد شوقي المــالُ حَــلَّلَ كُــلَّ غَــيــرِ مُـحَـلَّلِ حَــتّـى زَواجَ الشـيـبِ بِـالأَبـكـارِ فالرجل كبير السن، الذي يمر (بأزمة منتصف العمر) يريد أن يشبع رغباته، من امرأة تصغره بسنوات كثيرة، ظنا منه أنه يجدد شبابه (الشباب لا يعود يوما) وهنا الفتيات، يقمن باستغلال هذا النوع من الرجال، للعيش ببذخ وحياة مليئة بالترف، تحت نظرية «المال مقابل الاهتمام. مثل هذه العلاقات المُلوثة بالرذيلة والماديات، منـتشرة ومعروف مداها، لها فترة محدودة وتنتهي بانتهاء النزوات. فهي تخالف العُرف، والتعاليم الدينية والاجتماعية، وتتم في الخفاء ومحرمة، فلا ينظر الله إليهم نظرة رحمة فيرحمهم، «ولا يزكيهم»، فلا يطهرهم من ذنوبهم، ولا يغسلهم من دناءتهم ولا يغفر لهم، «ولهم عذاب أليم»، أي: فوق كل تلك العقوبات، فسوف يدخر الله لهم عذابا عظيما في الآخرة، فيضاعف عليهم العقوبة. وبالمثل أيضا ظاهرة (الشوقر مامي) هي المرأة الكبيرة في السِن، وغالبًا تكون قد تعدت الخمسين عاماً، وهي التي تنفق الأموال، على شخص حافي (منتف) عـشريني أو ثلاثيني، من (أشباه الرجال) ويكون محفول مكفول، ويُمثل عليها دور العاشق الولهان، لتتعلق فيه وتحبه وتقع في شباكه، ويعيش طوال حياته، بلا كرامة (على قفا السِت) مثل حجازي يقول: )البضاعة البايرة تقول للتاجر أستنيني، حتى يجي أعمى قلب ويشتريني) فاحذروا سهام النفس فإن سهامها قاتلة المنافذ وما أكثر الغافلين. أيها الشوقر دادي لاتنس "تَعِسَ عبد الشهوات"