اختلاف وليس خلاف ...
بقلم : ندى صبر
((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)) "هود 118" لقد جعل الله من اختلاف الناس حكمة إلهية للتعارف والتكامل ولتعزيز العلاقات وتقويتها وبناء شخصيات انسانية راقية ومتطورة وفتح مدارك وتجديد أفكار قد تكون غايبة عن البعض فنحن نحتاج إلى تعلم ثقافة الاختلاف قبل ثقافة الحوار ان نتعلم الاختلاف لا الخلاف لأن رفض الفكرة اختلاف وليس عداء لصاحب الفكرة إن اختلاف الآراء أمرٌ طبيعي بين الناس لكل منا رأيه ومنهجه ووجهة نظره ويحدث الاختلاف حتى داخل الاسرة الواحدة وما يجب أن نفهمه أن لا يتحول اختلافنا الى خلاف و خصام وساحة صراخ وعنف وتسفيه وطعن ونهايتها قطيعه قال غاندي "الاختلاف في الرأي ينبغي أَلَا يُودِى إلى العداوة، وإلا لكنتُ أنا وزوجتي من ألدّ الأعداء ." إن من اسباب عدم احترام آراء الآخرين هي قضية الفوقية والتعالي عليهم و (إلقام الآخرين حجرًا) لافحاهم وتسكيتهم ولا يبقى غير صوتي إن لم تكن معي فأنت ضدي !! فهذا منطق الجهلاء والحقيقة إن لم تكن معي فلا يعني أنك ضدي فهذا منطق العقلاء . قال الإمام الشافعي "رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيري خطأ يحتمل الصواب" الاختلاف ليس تخلفًا، ولكن الخلاف بسبب الاختلاف هو قمة التخلف من حقك أن يكون لك وجهة نظر تتبناها لكن ليس من حقك أن تعتبر وجهة نظرك مقدسة و قانون يجب على الآخرين أن يلتزموا به. اختلف معي كما تشاء ولكن احترم رأيي وتقبله فإنك بذلك جعلت بيني وبينك أبوابا للتفاهم وأغلقت بيننا نوافذ للشيطان وإن كنت لا تؤمن ولا توافق كلامي استمع لي بإنصات وأحترم شـخصي لأن خارطة عقلي وعقلك مختلفة فأنت لست أنا وأنا لست أنت.