انفتاح وليس انفلات ...
بقلم : ندى صبر
إن الانفتاح هو عميلة تفاعل بين الشعوب، فنحن لدينا قيم ومبادئ سامية نتميز بها، تظهر في شخصيتنا و أخلاقنا و سلوكنا، أما إذا ظهرت بطريقة سلبية، وخالفت الذوق العام، ولم تجد رقابة ذاتية، فإنها تتحول بكل بساطة إلى " انفلات" وللأسف بعض شبابنا، اقتبس شكليّات وسلوكيات سلبية، من بعض الدول الغربية، حتى بدأنا نشاهدهم في الشوارع، يلبسون ويفعلون ما ينافي عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا، أما فتياتنا فحدث ولا حرج، فأصبحنا نشاهد منهن أمور غير مألوفة، ويمارسن الحرية بطريقة مبتذلة، حيث انتزع الحياء من سلوكياتهن، واصبح التحرش عادة وخلع الحجاب سعادة، والتبرج بكل اشكاله حضارة، هذا غير اللامبالاة في الحركات والتسكع ليلا في الممرات، والتهاون بالمحرمات. أين الأمهات من هذا الإنفلات؟ وما سبب انتشار هذا الإنفلات؟ هل يعود ذلك إلى غياب وضعف النزعة الدينية، وانعدام الخوف من الله والتربية الخاطئة أو وجود مفاهيم بيئية غير سوية. ويكفينا ردًا على سلبيات ومخاوف الانفتاح ما قاله سيدي ولى العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عندما قال ( أنه إذا لم تستطع هويتك أن تصمد مع التنوع الكبير في العالم معناه أن هويتك ضعيفة ويجب أن نستغني عنها، وإذا هويتك قوية وأصيلة تستطيع أن تنميها وتطورها وتعدل السلبيات التي فيها وتحفز الإيجابيات التي فيها وهذا معناه انك حافظت على هويتك وطورتها، إن الدليل اليوم لبسنا في المملكة العربية السعودية وعاداتنا العريقة وتقاليدنا وإرثنا الثقافي والتاريخي وقبل ذلك إرثنا الإسلامي الذي يشكل جزءًا رئيسيًا من هويتنا نطوره مع تطور الزمان ونستمر في تعزيزه لكي يكون أحد عناصر تشكيل العالم وأحد عناصر الأشكال الموجودة في العالم). انتهى كلامه في النهاية لو أراد الجميع أن يكونوا احرارًا بلا قيود بحيث لا تخضع رغباتهم لأي ضوابط، فسوف يؤدى ذلك إلي انهيار المجتمع وتمزق نسيجه وسنفقد هويتنا عندما ينحرف شبابنا ظنًا منهم أن الشهوات الهابطة والانفتاح السلبي هو مواكبة التطور بل سيؤدي لتدهور أوضاعهم وانحطاط الأمة بأكملها. أن الانفتاح وحده لا يكفي لخلق مجتمع واعٍ، لابد من وسائل الإعلام، والجهات المؤثرة أن تركز على توعية المجتمع بشكل جدي، بدل انصـرافها للتركيز على ترفيه المجتمع وتقديم ما لا ينفع ولا يسمن من جوع، مشددة على أهمية أن يكون هناك توعية لدى الفرد من الأهل أو المقربين أو الأصدقاء، وألا نرى الخطأ ونقف صامتين بل نصلحه بالأسلوب المناسب والنصيحة الأفضل، أنا لست رجعية ومتزمتة ومعقدة أو ضد الانفتاح ولكن ضد الانحلال والسلوكيات الخاطئة والانفلات ويعلم الله ما كتبت هذا الا غيرة لله والرسول.