الاستحقاق الذاتي ...
بقلم : ندى صبر
كل إنسان يستحق الأفضل، في كل أمور حياته الاجتماعية والشخصية والأسرية، وهذا شعور جيد لتحقيق الامنيات والوصول للإنجازات، ولكن أن يبالغ الشخص في استحقاقه إلى حد الهوس والتعالي والكبرياء، ويطالب بأمورٍ غير واقعية، كاستحقاقه لأفضل مكانة وأعلى مستوى، وأفضل تعامل استثنائي، بدون تقديم إنجازات ونجاحات، بل يفتقد للإمكانيات والمهارات والخبرات، عندها سيكون هذا الاستحقاق استحقاقًا غير واقعي. الاستحقاق علاقة تكاملية، بين تقدير الذات وبين الامكانيات، والمكانة التي يرغب أن يكون فيها، هو عبارة عن مزيج من أهداف، ترتبط بإمكانيات الشخص وطموحه، للحصول على ما يريد، ونستخلص من ذلك، بأن درجة الاستحقاق تختلف من شخص لآخر، بحسب هذا المزيج من الموروثات الثقافية والبيئية، و يعتمد هذا الاختلاف، على كمية المعتقدات، التي ارتبطت معه منذ الطفولة، ويبدأ من اهتمام ورعاية الوالدين، والمجتمع يساعد في تنمية هذا الإحساس . قال تعالى: "واتاكم من كل ما سألتمو"(ابراهيم 34) من خلال الآية، نستنتج أن الله سبحانه وتعالى، قد يـسر لنا أن ندعوا بما تكنه صدورنا من أمنيات، ووهبنا الكثير من القدرات، التي تمكننا من تحقيق هذه الاهداف، فما أكرمك يا الله. الاستحقاق الذاتي، لا يعني كما قال إبليس (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ) أن تقول إنك تستحق الأفضل، فذلك يعني أن لديك ما تتميز به فعلا وليس قولا، أن تصبح أفضل من ذي قبل، سواء ماديًا اجتماعيًا مهنيًا أو أي جانب كان، مقارنةً بنفسك وليس مع الآخرين، بعيد عن التعالي والخواء والانانية. وللأسف البعض يعتقد أنه يستحق أفضل الفرص، لأنه يحمل جنسية معينة، أو ينحدر من منطقة أو طبقة معينة، ويحق له أكثر من غيره، بينما هي سمات النرجسية، فدائما الأواني الفارغة تصدر اصواتا عالية طوّر من افكارك بالعلم والاطلاع … وغيّر السلوكيات التي لا ترضى عنها، ودرّب نفسك على المرونة والانجاز، لتكن واقعيًا، وتصل للتطوير وتحقق الاهداف.