لغتنا .... هويتنا
بقلم : ندى صبر
لغة القرآن، هي لغتي وهويتي هي مجدي وعروبتي، ثقافتي ولغة اجدادي، هي لغة الضاد. قال أمير الشعراء أحمد شوقي إنَّ الذي ملأ اللغات محاسن جعل الجمال وسرّه في الضاد لغتنا العربية هي سيدة اللغات، ولسان الأمة وهي لغة الأدب والعلم، ولا يتم فهم القرآن، وتعلم هذا الدين إلا بتعلمها، لقوله تعالى [إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ] يوسف 2 وقد تفاخر العرب بلغتهم واتاهم القرآن بمعجزة، تحديا لقريش والعرب جميعا. قال الرافعي: (كانت اللّغَة العربيّة مملكة بلا حاكم حتى جاءها القرآن) وها هو يوم الثامن عشـر من شهر ديسمبر، اليوم الذي يوافق اليوم العالمي للغة العربية والهدف من التخصيص لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. كذلك زيادة الوعي والاحترام، لتاريخ وثقافة اللغة العربية، التي يتحدث بها ملايين الأشخاص، حول العالم، هذه اللغة التي ما زالت تحمل بين ثنايا حروفها الكثير من الأسرار والغرابة، وأصبح أدباء العالم مهتمّين بالتعرُّف على خصائصها والفاظها ومفرداتها. وبرغم الإعجاز والجمال في لغتنا، الذي نقف أمامه حائرين، نجد جريمة يرتكبها البعض حيث يدخلون المصطلحات الإنجليزية على لغتهم العربية، لكي يظهروا بأنهم غربيون، أكثر من أنهم عرب، أو أنهم من أبناء الطبقات الراقية أو المثقفة في المجتمع، اعتقادًا منهم أن التقدم لا يأتي إلا عن طريق إتقان اللغة الأجنبية، والترنم بمصطلحاتها. والمخزي فعلا، أن البعض يتقن اللغة الإنجليزية وهو لا يفرق بين الـ "ض وظ"، أو يتكلم بالعربية وبعض الكلمات لا يعرف معناها، فيستخدم كلمات بالإنجليزي فيصبح كلامه خليط بين اللغتين، إن المبالغة بهذه الطريقة في الكلام صارت مستفزة بشكل كبير، من هؤلاء المقلدين الذين هم ضحية تفكيرهم ونظرتهم الضيقة، ورحم الله زمانًا، كانت أوربا تفتخر بالتكلم بالعربية، وذلك لأننا كنا الأقوى أما الآن فللأسف انعكست الآية. أنا لا أعترض على تعلم الانجليزية، لأن اكتساب لغة جديدة، سيعود بفوائد وبصور شتى على الفرد والمجتمع والوطن في المستقبل اقتصاديًا وفكريًا واجتماعيًا (مَن عرف لغة قوم أمن مكرهم) لكن لا بد أن تكون العربية هي اللغة الأولى، اللغة الأم، التي نفتخر بها، فهي التي تكسبنا هويتنا الحقيقي، إن التمسك باللغة العربية الصحيحة هو القوة في الدفاع عن هذه الهوية، لأن التقدم لا يأتي إلا باستخدام لغتنا، والحفاظ على مبادئنا وقيمنا، والفخر بها .