نبته تحتاج الى رعاية ...
بقلم : ندى صبر
العلاقة السليمة كالنبتة، تحتاج إلى الرعاية الدائمة والاهتمام والمتابعة، والتسديد والمقاربة، بحيث لا يتجاوز المرء الطبيعة البشـرية بالمبالغة، ولا ينساق وراء اللامبالاة، فتكون النتيجة وخيمة، تبدأ بالإهمال وتنتهي بضبابية الأولويات وغيابها، والتقاعس عن القيام بالمهام التي تقتضيها العلاقة الأسرية والاجتماعية، ويكون نتيجة ذلك الإهمال العاطفي والصحي والنفـسي، وتعطيل للاحتياجات التنموية والتطويرية، للواجبات الأبوية. الإهمال يعتبر الموت السـريري، والإعدام البطيء لروح أي علاقة، وكما نعلم أن الأسرة، هي الأساس في التربية والتنشئة والوقاية، وهذه مسؤولية، ليست سهلة ولا بسيطة، ولا مقصورة على الطعام والملبس والمشرب فقط، بل تشمل زرع القيم وتأصيل الخير وتعميمه، والتمييز بين الصالح والطالح، وبين القبيح والمليح، والخير من الشر، والمفيد من الضار. وهذا هو التحدي في التكاتف لتربية سليمه، تأسيسها عميق ويؤدي ضعف متابعة الوالدين إلى خلق حاجزاً نفسيًا ويكونوا فريسة وضحية لأصحاب السوء وانحرافات لا تُحمد عقباها، خاصة إذا كانوا في سن مراهقة، تزداد المشاكل تعقيدًا، فالأب والأم مسؤولان، عن تفهم المرحلة التي يمر بها كل منهم. وسيكونون قريبين من والديهم، ويبوحوا لهم بكل ما في داخلهم، إنّ الأبناء يرون في أمهم صديقة لهم، حيث يشاركونها أوقاتهم ويستشيرونها، ويتّخذونها قدوة لهم ويتأثّرون بها لذلك فالأم هي المسؤولة الأولى، عن تكوين شخصيتهم بطريقة إيجابية، وأن تعلمهم الطريق السليم، بغرس بذور العقيدة والأخلاق، في سلوكياتهم وان تحاورهم وتهتم لكل امورهم، وتطويرها وان يتطابق تفكيرهم مع تصرفاتهم، وبذلك تكون قد عملت على سلامتهم النفسية، لإيصالهم لبر الأمان.