سحر الأرواح ...

بقلم : ندى صبر

نُشاهِد أَنواع للجمال فِي حياتِنا يتمثَّلُ فِي الأناقة وفي الزِّينة وفي النّظافة والتّرتيب جمالاً حسيًا بالقشرة الخارجية، ولكن لن نجد جمال حقيقي كروح الإنسان الذي يتمثّل في اللّباب الباطنيّ النابع من فضَائل الإنسان ومناقبه وطيبته ولينه وسماحته ورجاحَة عقله وجمال لفظه وصدق عفويته أَو جاذبيّة ابتسامته. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يأْلَف وَلَا يُؤْلَف)) ‏ الجمال الباطنيّ سحر الشّخصيَّة هو المغناطيس الذي ينبع من الحياة الدّاخلية للإنسان الذي يشع وهجه فيصبح له كاريزما تجعله جذابا عند كلّ من يراه أو يعرّفه، ‏فالتشابه الأخلاقي يولّد تجاذب روحي، ‏تطيب له الأرواح وتهفو إليه الأنفس، جمالها خلّاب عبيرها فوّاح حبها أفلاطوني تعلقها أبدي فجاذبية الرّوح لا تُشترى ولا تُباع، ولا تخضع لأي مقاييس هي منحة ربّانيّة لبعض البشر. أَنا لا أستهين من الجمال الظّاهري في النّفس الإنسانيَّة التي نهوي له، ولكن الجمال الظّاهري عرضة للتحريف والزّوال في أي لحظة وقد يصَاب بعوامل التعرية التي ستداهمه ذات يوم لتمتصّ نضاره ذلك البريق. قال الشاعر لَيْس الجمالُ بمئزرٍ فَاعْلَم وَإِن رُدِّيتَ بُردا إِنّ الجمالَ معادنٌ وَمَنَاقبٌ أَورَثنَ مَجدا إن جمال الهيئة يفتح أسارير النّفس وقد يكون محبوبًا لجماله الخارجي حتى ولو كان غبيًا، أَو يتحلَى بأخلاقٍ قبيحةٍ وللأسف هذه النّظرة الخدّاعَة للبعض والمتدنية للقيم. إن الجمال هو التّوازن بين الشّكل والمنطق والأخلاق ومن يتحلَى به فينبغي أنْ يكون ذلك مدعاة للشّكر والامتنان لا سببًا للتباهي والخيلاء والافتتان. حافظوا على جمالكم باتزان ورجاحة عقولكم وصفاء سريرتكم ونقاء أرواحك.