سقوط الأقنعة ...

بقلم : ندى صبر

كل إنسان لديه سلوك إنساني نابع من قيم ومبادئ، ومن خلال تلك السلوكيات، نستطيع الحكم على الشخص، ومدى تطوره وعمق فكره، وشخصيته واخلاقه، فيرتفع الإنسان بسلوكه، إلى درجاتٍ رفيعةٍ من الإنسانية. وفي الآونة الأخيرة أصبح بعض الشباب في تعاملهم وسلوكياتهم، يتجاوزون كل الخطوط الحمراء نشاهد سقوط أخلاقي وانحطاط وجراءة، ينعكس سلبا ويؤثر في المجتمع ، والأدهى والأمر سلوكيات الفتيات وجراءتهم غير المحمودة، وما يحصل في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها التيك توك وغيرها، التي سهلت عليهم انتشار تصـرفاتهم بطريقة سيئة، سقطت أقنعتهم وظهرت بشاعة ما كانت تخفيه تلك الأقنعة ، وأصبحت المواقع عبارة عن ملهى ليلي مباشر للعريّ ، والرقص الماجن والايحاءات غير الأخلاقية ، بغرض البحث عن الشهرة بأي ثمن ، حتى في سبيل بيع نفسها وسمعتها وأخلاقها. فانتشار ظاهرة حُمّى الشهرة، جعلتنا نخاف على أنفسنا مما يحدث حولنا، وما جعلت الرجال ينظرون للمرأة بصورة مهزوزة ومرعبه. والأغرب أن بعض الفتيات من أسر محافظة، ولها سمعتها واحترامها، مما يجعلنا نتيقن بانهيار القيم الأسرية والدينية والأخلاقية. وللأسف بهذه الأفعال الفتيات يُهِنَ أنفسهن قبل ان تهين سمعة اهلها، بدافع وحجة انهن جريئات ومنفتحات، ويضربن عرض الحائط بكل العادات والتقاليد والمبادئ والقيم التي تربت عليها؟ خلطن بين مفهوم الوقاحة والجراءة، ولو علمن ان الجرأة قوة وشجاعة وثقة وعدم التنازل عن الرأي وحسن التعبير عن الذات وليست الجرأة فيما نراه من سفور ووقاحة وتعدي في الألفاظ وتجاوز للحدود! نتيجة ضعف الثقة بالنفس. لذلك تراهن، يحاولن تكملة النقص في شخصيتهن بالوقاحة وقلة الأدب، وذلك قمة التخلف. قلّ الحياء، بل صار عند كثير من شبابنا وفتياتنا تخلفًا ورجعيةً، وأصبح أمرًا عاديًا أن يقف شبابنا على قوارع الطّرقات، ليتغزلوا بالبنات، وأضحى أمرًا عاديًا أن تمازح الفتاة الشباب، وتضاحكهم في الممرات، وغدَا مألوفًا ومقبولًا أن يكون لها صديق، ويتسكعون في الكفيهات، ويترنحون متبرجات في الطرقات، لوقت متأخر من الساعات، تتباهى بشـرب الدخان والمعسلات، وصوتها يتصاعد بالضحكات والقهقهات، وما خفي كان أعظم !! إن ما نراه اليوم من سوء أدب وقلة حياء، إنما ينم عن ضعف في الأيمان، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال " الحياء والأيمان قرناء فإن ذهب أحدهما ذهب الآخر " ومن الموجع للقلب أنه كلما تقدمت الحياة ومشينا في طريق الانفتاح والتحضـر من أجل تطوير شبابنا وتقدمهم في جميع جوانب حياتهم، كلما زاد استنساخ البعض تقليدًا للغرب، وللأسف لا يستفيدون من الغرب بالطريقة الصائبة، بل يأخذون الأمور السيئة منهم، ويلهثون خلف التفاهات، ويطبقونها على نطاق حياتهم، ويحسبون أنهم متطورون متحضـرون، منفتحون فكريًا وثقافيًا، ومدركون مع أنهم دخلوا جحر الضب الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم .