أخلاقيات العمل ...
بقلم : ندى صبر
اتزان الفكر، وسلامة الفطرة، وثبات القيم الإنسانية، هي اُسس تقوم على الإصلاح الحقيقي للنفس البشـرية، فمن فسدت فطرته، وأختل فكره، وتلوثت قيمه، سقطت عبادته. وهذا دليل أن الاصلاح للمشكلات التربوية والاجتماعية، يبدأ من إصلاح النفس وعودتها للفطرة. الانفتاح جعل للفرد الحرية الكاملة، لأن يعبر عن نفسه ويشبع احتياجاته النفسية والبيولوجية. وكما أصبح الاختلاط بين الرجال والنساء، يتطلب تعاونًا مشتركًا ودافعًا للإبداع والتميز، كان لابد أن يكون للنساء بالذات، ضوابط وقيود شرعية، في الحجاب والزينة، والكلام والسلوكيات لتتماشى مع (الذوق العام) للمحافظة على فطرتهن، الأنثوية والإنسانية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" كما أن ديننا حرص على ستر المرأة، وذلك في اللباس المحتشم، لأن المظهر الخارجي للمرأة، يلعب دورًا هامًا، وهو سبب انتشار ظاهرة التحرُش، وهو الذي يميز المرأة اللعوب المستهترة عن المرأة الحرة العفيفة الجادة، فلا يتعرض لها أحد أن لبسها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها. قال تعالى ((وإن يَسْتَعْفِفْنَ خيرٌ لَهُنْ)) النور 60 فما أجمل أنْ يقذِف الله في قلبِ المرأة، حبّ الحشمة والعفة، فلا ترضى بغيرِ السّتر عملاً بأمر الله، في زمنٍ أصبحت الحشمة والعفاف أمرٌ يثير عجب النّاس وغرابتهم قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). النور 31 ومن الزينة ايضًا، صيحات الميك اب المنتشـرة بكل انواعها، ناهيك عن العطر، وتهاون النساء في استخدامه، ولنقف يا نساء المؤمنين، لحظات أمام قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ"، أي المرأة التي تتعطر ،لجذب انتباه ،وشهوة الطرف الآخر، وهذا غير النعومة والدلع في الكـلام، والضحك والقهقهات، التي صرح الله عنها، وقد قال تعالى: (فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). ايضا المشـي والحركة، لابد ان تكـون بعيدة عن الإغـراء والإثارة، ولا تتمايل، كما وصفهن الحديث الشـريف بـ "المميلات المائلات" كلها سلوكيات نتيجة التحرر الخاطئ، أو أنهن يعانين من عقدة نفسية، وأول عقدة لديهن هي عقدة الشعور بالتناقض والازدواجية فالأقوال تتنافى مع الافعال تمامًا، ونقول إننا محافظون، وسلوكياتنا عكس ذلك. فليكن في تعاملنا حدود وضوابط، حفاظًا على اخلاقنا وسمعتنا، ولو أراد الجميع أن يكونوا احرارًا، وتركوا الحبل على الغارب، فسوف يؤدى ذلك إلى انهيار المجتمع وتمزق نسيجه وسنفقد هويتنا، لان الشـرف، يكمن في كل الأخلاقيات، لا الحجاب فقط. فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه تهذيب الاخلاق والالتزام بالنظام، والاحترام والانتماء لمجتمعنا، الذي يًنمّي القدرات ويشبع الاحتياجات، لبناء للفرد والمجتمع على حد سواء، فالمرأة منذ الجاهلية لها قيمتها ومكانتها، كما قال عنترة بن شداد وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها إني امرؤٌ سمح الخليقة ماجدٌ لا أتبع النفس اللجوج هواها