‏زهرات الليل ...

بقلم : ندى صبر

في سكون الليل حياة، لفتيات أصبح التسكع اختيار لهن، لم يعد «التسكع» قاصرًا على الشباب الذكور، بل تعدا الأمر ليصل إلى الفتيات، فتشاهدهن «يتسكعن في» الشوارع والطرقات والمكوث في الكفيهات. يخرجن ليلا نحو المجهول، لا يعرفن مصيرهن، وما الذي قد يواجهن، والشباب عندما يرون فتاة متسكعة ومتبرجة، تمشـي لوحدها في منتصف الليل، يداخلهم الفضول حولها، ولذلك يبدأ في مضايقتها ويتحرش بها، وتصبح صيدًا سهلًا عند بعضهم، فالحرية وخروج الفتاة في هذه الايام ليلًا، تعدى حدود المألوف، بحيث تضـر نفسها، وسمعتها وتضـرب عرض الحائط القيم والمبادئ، والعادات التي تربت عليها، وللأسف إذا لم يكن لديها إيمان وقناعة داخلية ذاتية، لن يستطيع أحد مهما كانت سلطته، منعها من الخروج وهنا يكمن دور الاسرة . أن تكون الأسرة واعية بمفهوم الحرية، فلا تمنح الحرية لدرجة ان تخرج الفتاة في أي وقت بدون حسيب او رقيب، ولا تصل الى الكبت والتشدد، فلا بد من إيجاد التوازن، بحيث لا يصل إلى الإخلال بالتربية والانفلات، ولا معاملة تسلط وتشدد، إنّ التربية الحسنة وغرس الرقابة الذاتية (الوازع الديني)، هو أهم من إخضاعها للرقابة، لأنّ الرقابة الذاتية، والقيم والخوف من الله، هو الذي سيبقى دائمًا معها وهو حصن حصين، وستعرف كيف تحافظ على نفسه. أيضا الأم لها الدور والمسؤولية الأكبر، يجب ان تصاحب ابنتها، وتتقرب منها، وتكون قدوة حسنة لها، وأن تعرف الأم أين تذهب ابنتها، ومن هم صديقاتها؟ وكيف يقضين اوقاتهن؟ معتبرةً أنّ هذا لا يتعارض مع مفهوم الثقة أبدًا، ولكنها من الأمور الهامة؛ حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، خاصةً أنّ الفتاة لم تكتمل لديها الخبرة في الحياة، وسمعنا الكثير عن بنات الليل، وغرضهن وسلوكياتهن، تجردن من خوف الله، تخلين عن قيمهن الإنسانية، أصبحن بضاعة رخيصة بدون قيمة، وحاشا لله ان يصبحن بناتنا منهن بل هن زهرات الليل فقط اختلطت عليهن مفاهيم خاطئة، تحتاج لتصحيح وتوجيه. لدينا طاقات شبابية مهدرة، تحتاج لمزيد من التوجيه، لذلك يجب وضع برامج وانشطة، لهم من قبل الجهات المسؤولة، لرعاية الشباب وإيكال لهم مهام، يبتكرون ويبدعون ،من خلالها، ويجدون أنفسهم فيها، ايضا مساعدتهم في إيجاد العمل، وحل مشكلة البطالة، وترويجهم لمنتجات ومنشورات دعائية، استغلالاً لأوقاتهم ولإكسابهم خبرة للعمل خاصة في مجال التسويق، إيجاد آلية مناسبة لتشجيعهم على التطوع، كل حسب تخصصه وقدراته وإمكانياته .في الختام، أتمنى أن أكون وفقت في بيان أهمية الموضوع، وأضفت حلولًا واقعية لمعالجة مشكلة، لا تعاني منها اسرة واحدة فقط، بل تعرقل مجتمع بأكمله.